بحـث
المواضيع الأخيرة
أسطورة التعقيم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أسطورة التعقيم
قصة قصيرة أسطورة التعقيم
تحركت بجسدها الضخم و هى تخطو داخل رواق المستشفى و عندما لفت نظرها الموظف أنها تأخرت كثيرا عن موعد الحضور لعنت حظها العاثر أنها لم يتم تعيينها بالجامعة و تم تعيينها بالصحة لتتقاضى الفتات و زميلاتها يتقاضون الكثير و غضت الطرف أنهم يعملون هناك بمشقة و لا يتأخرون كما تفعل هى الآن.
توجهت لعيادة الأسنان حيث تعمل و دفعت الباب بقدمها فصرخ بصرير مزعج و هو يصطدم بدولاب معدنى يقع خلفه و نظرت بعدم اكتراث للأدوات المراد تعقيمها و لم تهتم بتنظيفها من آثار الدماء و أغلقت باب فرن التعقيم بلا مبالاة و نظرت لباقى الأدوات و أخذت تقنع نفسها بأن باقى الأدوات لا تحتاج لتعقيم و يكفى أن تغمرها بسائل تعقيم و أحست أن ضميرها ارتاح فتوجهت لسكن الممرضات لتفعل العمل الذى تجيده باتقان و هو تناول الافطار بشهية الديناصورات.
و رغم أنها أخذت أكثر من ساعة فى تناول الافطار أحست بأنها ما زالت جائعة للغاية و أن وزنها انخفض كثيرا حتى وصل للنصف لأنها ترهق نفسها كثيرا بالعمل و لم تعد تهتم بطعامها و صحتها.
صرخت بغضب فى وجه العامل الذى جاء ليخبرها أن الطبيب يطلبها بالعيادة فقامت و هى تحمل كوب الشاى و هى تلعن حظها أن الطعام كما هو و هى لم تفطر بعد وأخذت تترنح و هى تسير باتجاه العيادة بخطوات متثاقلة و هى ترتشف الشاى الذى تحمله بصوت منفر ودخلت العيادة و جلست على أقرب كرسى قابلها و عندما سألها الطبيب عن التعقيم أخبرته أن الدنيا تمام و عندما نبهها لخطورة الاهمال بالتعقيم أخذت تردد أسطوانتها المشروخة بأنها ممرضة قديمة و التعقيم مسألة ضمير و أن لديها أطفال و هى تخشى الله.
سكت الطبيب و الشك يساوره فالعيادة غير نظيفة و من يهمل التنظيف يهمل التعقيم.
وكانت تجهز القطن بيديها بدون قفاز و لو سقط منها على الأرض المتربة تلتقطه و تضعه مع باقى القطن بلا اكتراث و تضع علامة بتاريخ تعقيم مزيف لم يتم.
وكانت تتساقط القفازات على الأرض وأسنان أبر البنج فلا تهتم بالتقاطها.
وحدث أن سقط منها هاتفها المحمول-الذى كان يرن كل ساعة تقريبا فتلتقطه باهتمام و شغف لترى من يعطيها رنة رغم تأكدها أنه لا يوجد الا شخص واحد يعرف رقمها و هو زوجها السمين و لكنها كانت كل مرة تلتقطه بنفس الحماس و الترقب لتكتشف أنه أيضا زوجها من يرن عليها-
و سقط هذا الهاتف أسفل جهاز التعقيم فمدت يدها لتبحث عنه فاصطدمت بأبرة مكشوفة ملوثة من الأبر التى لا تهتم بالتقاطها حين سقوطها و انغرزت الأبرة فى راحة يدها فأطلقت صرخة مدوية.
(سعيكم مشكور يا دكتور) انتبه من ذكرياته على صوت السمين زوج المرحومة و هو يمد له يده و يتعجب للقدر أن تصاب زوجته بالايدز من أبرة مكشوفة و هى مثال الجدية و الأمانة فى التعقيم و النظافة
ردد الطبيب خافه مندهشا و بصوت خفيض : ( نعم مثال الجدية و الأمانة فى التعقيم و النظافة.... ربنا يرحمها)
كتبها د / وليد الباز
الخميس 29/5/2008
http://ebinbaz.maktoobblog.com
تحركت بجسدها الضخم و هى تخطو داخل رواق المستشفى و عندما لفت نظرها الموظف أنها تأخرت كثيرا عن موعد الحضور لعنت حظها العاثر أنها لم يتم تعيينها بالجامعة و تم تعيينها بالصحة لتتقاضى الفتات و زميلاتها يتقاضون الكثير و غضت الطرف أنهم يعملون هناك بمشقة و لا يتأخرون كما تفعل هى الآن.
توجهت لعيادة الأسنان حيث تعمل و دفعت الباب بقدمها فصرخ بصرير مزعج و هو يصطدم بدولاب معدنى يقع خلفه و نظرت بعدم اكتراث للأدوات المراد تعقيمها و لم تهتم بتنظيفها من آثار الدماء و أغلقت باب فرن التعقيم بلا مبالاة و نظرت لباقى الأدوات و أخذت تقنع نفسها بأن باقى الأدوات لا تحتاج لتعقيم و يكفى أن تغمرها بسائل تعقيم و أحست أن ضميرها ارتاح فتوجهت لسكن الممرضات لتفعل العمل الذى تجيده باتقان و هو تناول الافطار بشهية الديناصورات.
و رغم أنها أخذت أكثر من ساعة فى تناول الافطار أحست بأنها ما زالت جائعة للغاية و أن وزنها انخفض كثيرا حتى وصل للنصف لأنها ترهق نفسها كثيرا بالعمل و لم تعد تهتم بطعامها و صحتها.
صرخت بغضب فى وجه العامل الذى جاء ليخبرها أن الطبيب يطلبها بالعيادة فقامت و هى تحمل كوب الشاى و هى تلعن حظها أن الطعام كما هو و هى لم تفطر بعد وأخذت تترنح و هى تسير باتجاه العيادة بخطوات متثاقلة و هى ترتشف الشاى الذى تحمله بصوت منفر ودخلت العيادة و جلست على أقرب كرسى قابلها و عندما سألها الطبيب عن التعقيم أخبرته أن الدنيا تمام و عندما نبهها لخطورة الاهمال بالتعقيم أخذت تردد أسطوانتها المشروخة بأنها ممرضة قديمة و التعقيم مسألة ضمير و أن لديها أطفال و هى تخشى الله.
سكت الطبيب و الشك يساوره فالعيادة غير نظيفة و من يهمل التنظيف يهمل التعقيم.
وكانت تجهز القطن بيديها بدون قفاز و لو سقط منها على الأرض المتربة تلتقطه و تضعه مع باقى القطن بلا اكتراث و تضع علامة بتاريخ تعقيم مزيف لم يتم.
وكانت تتساقط القفازات على الأرض وأسنان أبر البنج فلا تهتم بالتقاطها.
وحدث أن سقط منها هاتفها المحمول-الذى كان يرن كل ساعة تقريبا فتلتقطه باهتمام و شغف لترى من يعطيها رنة رغم تأكدها أنه لا يوجد الا شخص واحد يعرف رقمها و هو زوجها السمين و لكنها كانت كل مرة تلتقطه بنفس الحماس و الترقب لتكتشف أنه أيضا زوجها من يرن عليها-
و سقط هذا الهاتف أسفل جهاز التعقيم فمدت يدها لتبحث عنه فاصطدمت بأبرة مكشوفة ملوثة من الأبر التى لا تهتم بالتقاطها حين سقوطها و انغرزت الأبرة فى راحة يدها فأطلقت صرخة مدوية.
(سعيكم مشكور يا دكتور) انتبه من ذكرياته على صوت السمين زوج المرحومة و هو يمد له يده و يتعجب للقدر أن تصاب زوجته بالايدز من أبرة مكشوفة و هى مثال الجدية و الأمانة فى التعقيم و النظافة
ردد الطبيب خافه مندهشا و بصوت خفيض : ( نعم مثال الجدية و الأمانة فى التعقيم و النظافة.... ربنا يرحمها)
كتبها د / وليد الباز
الخميس 29/5/2008
http://ebinbaz.maktoobblog.com
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أغسطس 30, 2012 7:51 am من طرف د / وليد الباز
» يا ناس يا هوه بقلم المصراوى المتغاظ وليد الباز
الخميس أبريل 05, 2012 11:26 pm من طرف reda
» الفائز الوحيد اسمه وليد بقلم د- وليد الباز
الأحد سبتمبر 18, 2011 6:14 pm من طرف د / وليد الباز
» فلول فلول ذيول ذيول بقلم د- وليد الباز
الأحد سبتمبر 11, 2011 8:41 pm من طرف د / وليد الباز
» دراسة نقدية مختصرة للفيلم التسجيلى- قبر يسوع المفقود- أعدها د- وليد الباز
الخميس سبتمبر 01, 2011 11:59 pm من طرف د / وليد الباز
» صور من حفل توزيع جوائز مسابقة القرآن الكريم2011
السبت أغسطس 27, 2011 10:07 pm من طرف محمد نجاح
» بدل ما نحارب التكاتك الماموث جاى الله حى
السبت أغسطس 20, 2011 11:46 pm من طرف د / وليد الباز
» موعد حفل توزيع جوائز مسابقة القران الكريم لسنة 2011
السبت أغسطس 20, 2011 11:19 pm من طرف د / وليد الباز
» يتربى فى سجنك
الجمعة أبريل 15, 2011 9:17 pm من طرف د / وليد الباز