قصة قصيرة * عودة* بقلم د/ وليد الباز

أخذ ينظر فى ساعته وهو يسرع الخطا الى حيث يلقاها. وصل مبكرا ووقف ينتظر قدومها و أخذ يهذب من هندامه و هو يسرح بخياله الى أول مرة قابلها فيها كان ذلك منذ عامين فى مثل هذا اليوم تماما. انه لم ينس و قد أحضر لها هدية بكل ما يملك فلم يكن يملك الكثير و لكنه لم يبخل عليها بشىء.

أخذ يراقب الطريق و لكنها لم تحضر بعد و كان الموعد قد اقترب .دائما كان ينتظرها و دائما كانت تتأخر و لكنه لم يكن يهتم، و لكن بدون شك ستحضر اليوم فهو يوم عزيز عليهما و لكنها تأخرت، و لكن ستحضر فهو متأكد من ذلك و لا بأس أن يتحمل فيكفيفه أنها تتمسك به رغم فقره و ترفض الأغنياء الذين يتقدمون لها، فلا بأس أن يتحمل عيوبها و نظر مجددا لساعته .. لقد تأخرت كثيرا و لكنه لم يقلق فهو معتاد على عدم مراعتها للمواعيد ولكنه اليوم استبد به الغضب

فاذا كانت هى تتحمل فهو أيضا يتحمل ، لم يخدعها، أخلص لها و تحمل عصبيتها ، لا لن يتحمل بعد الآن

أخذ يتذكركل أخطائها و الوقت يمر و هى لم تحضر ، صبر كثيرا و الآن لن يصبر .

تذكر أشياءا و تعجب كيف سامحها على هذه الأشياء . لا لن يسامح بعد الآن .. لن ينتظر..

نظر فى ساعته ، لقد انتظر كثيرا جدا ، و هذه آخر مرة ينتظر و أسرع الخطا ليغادر المكان و سار عدة خطوات . وجدها أمامه، ابتسمت له ، ابتسم لها فى تلقائية و قال لها : كل سنة و أنت طيبة..