موضوع اكرام اليتامى من الصفحة الثالثة من العدد الأول من مجلة الرسالة اعداد هانى عبد الحى

الرسالة
ALRESALA
تصدر عن الجمعية الخيرية بكفر الطويلة المشهرة 1619/2008
اكرام اليتامى
قال تعالى :يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين و الأقربين و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و ما تفعلوا من خير فان الله به عليم)
قال المصطفى عليه السلام :( أنا وكافل اليتيم فى الجنة كهاتين و أشار بأصبعيه يعنى السبابة و الوسطى)
وكان بن عمر رضى الله عنهما لا يجلس على طعام الا على مائدته أيتام.
وقال بعض السلف: كنت فى بدء أمرى سكيرا مكبا على المعاصى ، فرأيت يوما يتيما فأكرمته كما يكرم الولد بل أكثر، ثم نمت فرأيت الزبانية أخذونى أخذا مزعجا الى جهنم و اذا باليتيم قد اعترضنى ، فقال دعوه حتى أراجع ربى فيه فأبوا فاذا النداء خلوا عنه فقد وهبنا له ما كان منه باحسانه اليه ، فلما استيقظت بالغت فى اكرام اليتامى و كان لبعض المياسير العلويين بنات من علوية فمات و أشتد بهن الفقر الى أن رحلن عن وطنهن خوف الشماته فدخلن مسجد بلد مهجور فتركتهن أمهن فيه وخرجت تحتال لهن القوت فمرت بكبير البلد و هو مسلم ، فشرحت له حالها فلم يصدقها و قال : لابد أن تقيمى عندى البينة بذلك فقالت أنا غريبة فأعرض عنها، ثم مرت بمجوسى فشرحت له ذلك فصدقها ، و أرسل بعض نسائه فأتت بها و ببناتها الى داره فبالغ فى اكرامهن ، فلما مضى نصف الليل رأى ذلك المسلم القيامة قد قامت و النبى صلى الله عليه و سلم معقود على رأسه لواء الحمد و عنده قصر عظيم فقال يا رسول الله لمن هذا القصر؟ قال لرجل مسلم موحد قال أنا مسلم موحد قال صلى الله عليه و سلم أقم عندى البينة بذلك، فتحير، فقص له (ص) خبر العلوية، فانتبه الرجل فى غاية الحزن و الكآبة اذ ردها، ثم بالغ فى البحث عنها حتى دل عليها بدار المجوسى فطلبها منه فأبى و قال (لقد لحقنى من بركاتهن) فقال خذ ألف دينار و سلمهن الى فأبى فأراد أن يكرهه فقال الذى تريده أنا أحق به، و القصر الذى رأيته فى النوم خلق لى، أتفخر على باسلامك ، فالله ما نمت أنا و أهل دارى حتى أسلمنا كلنا على يديها ، و رأيت مثل منامك و قال لى رسول الله (ص) العلوية و بناتها عندك؟ قلت نعم يا رسول الله قال : القصر لك و لأهل دارك فانصرف المسلم و به من الكآبة و الحزن ما لا يعلمه الا الله تعالى .
اعداد / هانى عبد الحى